إيان هانت، نائب الرئيس الإقليمي - الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تمتلك منطقة الشرق الأوسط ما يصل إلى 48% من احتياطيات النفط في العالم، وقليلة هي الاقتصادات التي تشتهر بتاريخها الغني بالنفط مثل الشرق الأوسط. فالمنطقة مرادف لإنتاج النفط والغاز، ويهيمن على المشهد هنا التطور السريع والاستثمار العالمي والزيادة الكبيرة الحالية في أنشطة الحفر. والآن، ومع هيمنة الحاجة إلى تحول عادل في مجال الطاقة على النقاش العالمي، تتزايد الضغوط على المنطقة لالتزامها بدعم الجهود الانتقالية، وهو ما ازدادت حدته مؤخراً مع انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي في نوفمبر الماضي.
وكما هو الحال في أي بلد أو منطقة أخرى في وضع مماثل تتعرض لضغوطات من أجل تحقيق انتقال عادل، فإن إمكانات التحول في الشرق الأوسط واضحة تمامًا. والسؤال هو: ما هو مفتاح إطلاق هذه الإمكانات؟ الجواب بسيط؛ يجب أن ندعم المشغلين والقوى العاملة، بما يضمن امتلاكهم مجموعة المهارات الصحيحة المطلوبة لتلبية الطلب على وظائف الطاقة الجديدة.
ومن خلال فريقنا المتنامي في الشرق الأوسط وتعاوننا مع بعض المشغلين الرائدين في المنطقة ومقاولي الحفر وشركات خدمات حقول النفط، فقد اكتسبنا خبرة ولعبنا دوراً حيوياً في تأمين التعليم المناسب لاحتياجات الصناعة المستقبلية وطموحات القوى العاملة.
نحن في شركة 3t نفخر بكفاءتنا وقدراتنا وسجلنا الحافل في تقديم حلول مخصصة في جميع أنحاء العالم، حيث نقوم بتصميم برامج تدريبية وحلول تعليمية تتناسب مع مختلف القوى العاملة والمواقع والثقافات. وقد كان هذا بالتأكيد هو الحال بالنسبة لعملنا في الشرق الأوسط، حيث أتاحت لنا قدرات فريقنا وخبراتنا وانغماسنا ومعرفتنا بالسوق المحلية ومتطلباتها التشغيلية وثقافتها تصميم وتنفيذ برامج تدريبية مخصصة لتقديم تجارب تعليمية تحويلية للقوى العاملة.
كان في طليعة نجاحنا في المنطقة اعتماد تقنية التوأم الرقمي الخاصة بنا، والتي أصبحت حلاً متكاملاً لقاعدة عملائنا الإقليمية. وقد أتاحت تقنية التوأم الرقمي التي صُممت لتلائم متطلبات الأصول الواقعية، سواءً محطات الطاقة البرية أو منصات الحفر، للمشغلين صقل مهارات القوى العاملة لديهم في بيئة تعليمية غامرة وجذابة بالكامل. ومن خلال تعريف الموظفين بالمناطق عالية الخطورة التي ستأخذهم إليها وظائفهم - ولكن دون المخاطرة بسلامتهم - فإننا نبتكر سيناريوهات تعليمية افتراضية تزودهم بالمهارات اللازمة للعمل بأمان وفعالية في بيئة واقعية.
ينبع الإلمام والثقة في توائمنا الرقمية من سجلنا الحافل بعروض تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والمحاكاة. يمكن لتجارب التعلم بالمحاكاة ثلاثية الأبعاد الغامرة التي يتم تقديمها من خلال التدريب على السلامة في الواقع الافتراضي أن تحسِّن الثقة والمعرفة التشغيلية بشكل كبير، وقد ثبت أنها تؤدي إلى زيادة بنسبة 70% في أداء الموظفين مقارنةً بطرق التدريب التقليدية وحدها. إن الدقة والانغماس في الصور والسيناريوهات التي نقدمها تخلق بيئات تمثل نسخاً طبق الأصل من أصول عملائنا.
لقد عززت جودة تقنيتنا، إلى جانب خبرة فريقنا في قطاع الطاقة وكجزء من شركات الحفر الصغيرة والمتوسطة وإلى جانبها، مصداقيتنا بشكل كبير في جميع أنحاء المنطقة. لقد اختبرنا عن كثب الرغبة الشديدة في الاستثمار في التقنيات المبتكرة والغامرة التي لديها القدرة على جذب وتمكين الجيل القادم من المواهب التي تتوقع منهجيات تعليمية حديثة، ونحن حريصون جداً على خوض هذه الرحلة مع عملائنا.
نحن في شركة 3t نقدر أن جيل الشباب الذي يدخل السوق يفكر ويتعلم بشكل مختلف ولديه طموحات وتوقعات فريدة من نوعها مقارنة بالأجيال الحالية. نحن بحاجة إلى تبني هذا الأمر وفهم الاختلاف وتطوير حلول تعليمية عملية تعالج هذه التحديات، وللتلعيب دور كبير في هذا المجال.
وكما هو الحال بالنسبة للخصائص الغامرة لتقنية الواقع الافتراضي والمحاكاة التي نقدمها، فإن معرفة ثقافة السوق في الشرق الأوسط أمر بالغ الأهمية مثل اكتساب الخبرة في هذا المجال. وقد أتاحت لي المشاريع متعددة التخصصات والثقافات التي شاركتُ فيها خلال مسيرتي المهنية في الشرق الأوسط الاستفادة من تلك الخبرات لدعم نمو شركة 3t المستمر في المنطقة والتزامها بتقديم حلول للقوى العاملة تُحدث ثورة حقيقية في تدريب القوى العاملة وتعلمها. من خلال العمل عن كثب مع المشغلين في جميع مراحل المشروع، يمكننا إيجاد حلول مخصصة لمشاكل مخصصة.
تختلف كل منطقة عن الأخرى - فكل منطقة تزخر بخبرات ومهارات مختلفة إلى حد كبير. وبصفتنا رواداً في مجال تدريب القوى العاملة وتعلمها، فإن مهمتنا هي مقابلة القوى العاملة المحلية بشروطها الخاصة وإيجاد الحلول التي يمكن أن تساعد في إطلاق إمكاناتها لتحقيق مستقبل مزدهر لمهنهم ومجتمعاتهم.
من المتوقع أن يكون عام 2024 عامًا مثيرًا بالنسبة لشركة 3t في جميع أنحاء المنطقة، وتحديدًا في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مواكبةً بذلك اتجاه النمو والتوسع الكبير الذي شهدناه خلال العامين الماضيين. لقد عملت سابقاً وعشت في الشرق الأوسط لأكثر من 20 عاماً، ومن الرائع أن أعود إلى هنا مع شركة 3t والاستفادة من خبراتي وعلاقاتي الإقليمية لدعم النمو المستمر والقوى العاملة في المنطقة.